عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل في القوم : الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من القائل كلمة كذا وكذا ؟
قال رجل من القوم : أنا يا رسول الله . قال : عجبت لها فتحت لها أبواب السماء . قال ابن عمر : فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك”. رواه مسلم .
معاني المفردات:
بكرة: أول اليوم.
أصيلاً: الأَصِيلُ الوقت بعد العصر إلى المغرب.
من فوائد الحديث:
1- في بعض ألفاظ الحديث ما يدل على أن الرجل قال هذه الكلمات بعد تكبيرة الإحرام
2- دعاء الاستفتاح من سنن الصلاة يشرع بعد تكبيرة الإحرام، وله أنواع ثبتت عن نبينا صلى الله عليه وسلم منها هذا الذكر الوارد في هذا الحديث، ومنها الاستفتاح المشهور الذي كان عمر رضي الله عنه يعلمه للناس (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) ومنها ما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الاستفتاح (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) . فإذا واظب المصلي على دعاء واحد منها فلا حرج، وإن جاء بهذا مرة وبهذا مرة فهو أفضل.
3- في الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولذا سأل فقال (من القائل كلمة كذا وكذا) فعلم الغيب استأثر الله تعالى به، قال تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) ولكن الله يطلع رسله على ما يشاء من أمر الغيب قال تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً) الآية
ومن ادعى علم الغيب فهو كافر، ومن صدق الكهان في ادعائهم علم المغيبات فهو مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ومن أتى الكهان والعرافين ولم يصدقهم فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ولم تقبل له صلاة أربعين يوماً كما ثبت في الحديث.
4- فضل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث واظب على هذه الكلمات رغبة في ثوابها، وبهذا رفعه الله تعالى ورفع إخوانه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا إذا تعلموا شيئاً عملوا به، وهذه ثمرة العلم المأمولةمنه، ومن تعلم العلم الشرعي ولم يعمل به كان علمه وبالاً عليه اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع.
.